بغداد – واع – نصار الحاج
رحب خبراء في الشأن الأمني والسياسي، اليوم الخميس، بإعلان الحكومة التفاوض مع التحالف الدولي لصياغة جدولة لانسحاب مستشاريه، مؤكدين أن العد التنازلي لانسحاب القوات الأجنبية من العراق بدأ فعليا، فيما دعوا إلى دعم المفاوض العراقي.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ويقول الخبير الأمني والإستراتيجي العسكري سرمد البياتي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “إعادة تنظيم العلاقة وفق اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لا تقتصر على الأمن فقط، بل تشمل الاقتصاد والزراعة والصناعة وقضايا أخرى”.
وأضاف، أن “اللجنة العسكرية الثنائية ستبدأ أعمالها خلال الأيام المقبلة؛ لترتيب علاقة أمنية جديدة ما بين العراق والولايات المتحدة، و ستؤدي في قادم الوقت إلى انسحاب مستشاري التحالف الدولي الموجودين في العراق بعد الاتفاق على نقاط معينة في كيفية ضمان عدم ظهور عصابات داعش أو جماعات أخرى من جديد على الأراضي العراقية”.
بدوره، قال الخبير الأمني فاضل أبو رغيف لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني يقوم بجهد ودور كبير لتهدئة الأوضاع في البلاد”.
وأضاف، أن “الاجتماع الوزاري الأخير للأمن الوطني وضع النقاط على الحروف من خلال المعالجات الإستراتيجية، أهمها مناقشة تواجد قوات التحالف على المعسكرات العراقية وجدولة انسحاب هذه القوات من خلال تشكيل لجان فنية بمستوى رفيع من قبل الجانبين العراقي والتحالف الدولي”.
ويقول المحلل السياسي علي فضل الله لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “خروج القوات الأمريكية مطلب حكومي وشعبي”، مبينا، أن “ما قامت به الحكومة العراقية هو إيفاء بتحقيق البرنامج الحكومي الذي كان من ضمن فقراته العمل على إخراج القوات الأجنبية من العراق وخصوصا القوات العسكرية”.
وأضاف، أن “رئيس الوزراء محمد السوداني بدأ بتنفيذ هذه الفقرة التي ضُمنت في البرنامج الحكومي، وهذا ما يحسب لهذه الحكومة؛ أنها تقوم بخطوات عملية حقيقية وليست وعودا كاذبة الغرض منها أن تتجاوز أزمات”.
وأشار، إلى أن “جدية التنفيذ من السوداني ستجبر الجانب الأمريكي للخروج من العراق وفق شروط متوازنة ما بين الحكومة العراقية والجانب الأمريكي”.
من جانبه، يقول المحلل السياسي حمزة مصطفى لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “تفعيل اللجان الثنائية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لتحديد جدولة واضحة ومحددة لانسحاب القوات الأمريكية والتحالف الدولي من العراق، هي إحدى القضايا التي تعهد بها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في المنهاج الحكومي وقد تحققت الآن”.
وأضاف، أن “العد التنازلي قد بدأ فعليا لانسحاب القوات الأمريكية وتنظيم العلاقة بين العراق والدول التي تمثل التحالف الدولي على أسس ثنائية”.
وأشار، إلى أننا “سنرتبط بعلاقات خارج سياق التحالف الدولي لمحاربة داعش على اعتبار أن العراق تمكن من هزيمة تنظيم داعش ولم يعد بحاجة إلى جهود دولية بهذا الأمر، بل نحتاج إلى تفعيل العلاقات الثنائية على المستويات كافة في الاقتصاد والاستثمار والتنمية والعلاقات السياسية والعسكرية في الأطر المعروفة وفي الجوانب الاستشارية”.
وتابع، أن” مسار رسم العلاقات بين العراق والتحالف الدولي بدأ وهو ما يتطلب من الجميع الإسهام في دعمه ومنح فرصة للمفاوض العراقي للتمكن من انتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب للعراق في هذا الشأن وتقريب عمليات الانسحاب إلى أدنى حد ممكن وهذا الدعم واجب وطني”.
بدوره، أكد المحلل السياسي علي البيدر في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “إخراج القوات الأمريكية من العراق مسألة وقت والحكومة جادة في هذه القضية وموضوع المفاوضات هو السبيل خاصة وأنه سيادي ويجب أن يترك تقييمه للقائد العام للقوات المسلحة وللحكومة والدولة ومؤسساتها الأمنية التي تقدر الموقف جيداً”.
وأضاف، أن “الحكومة من الممكن أن تحقق الهدف المرجو من الحوار ليصب في مصلحة الاستقرار الذي تعيشه البلاد اليوم وفرض السيادة الوطنية”.
وأعلنت وزارة الخارجية، اليوم الخميس، الاتفاق مع الولايات المتحدة على صياغة جدول زمني لتواجد مستشاري التحالف الدولي.
وقالت الوزارة في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): إنه “إيفاء بالتزاماتها الوطنية وتماشيا مع تنامي قدرة القوات العراقية وكفاءتها، تعلن الحكومة العراقية بالاتفاق مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عن نجاح جولات التفاوض المستمرة بين الجانبين التي بدأت منذ آب 2023 وانتهائها إلى ضرورة إطلاق اللجنة العسكرية العليا (HMC) على مستوى مجاميع العمل لتقييم تهديد داعش وخطره والمتطلبات الظرفية والعملياتية وتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية، وذلك لصياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد داعش”.
وأضافت، أن “الاتفاق يتضمن الانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية وعسكرية تتسق مع رؤية الحكومة العراقية ونخص بالذكر اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي تنظم العلاقات الشاملة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية وتعكس الرغبة المشتركة في التعاون بين الجانبين بما يحقق مصالح البلدين ويسهم بتعزيز دور العراق الإقليمي والدولي بما يليق بمكانته التاريخية وبناء أفضل العلاقات مع المجتمع الدولي خدمة لمصالح الشعب العراقي وتطلعاته”.
وتابعت، أن “الجانبين أعربا عن دعم أعمال اللجنة وتسهيل مهامها والامتناع عن كل ما يعرقل أو يؤخر عملها فإن الحفاظ على مسار أعمال اللجنة ونجاحها في تحقيق مهمتها يعد مصلحة وطنية إضافة إلى أنه يسهم في الحفاظ على استقرار العراق والمنطقة”.
ولفتت الخارجية، أن “الحكومة دعت إلى عدم توقف أو تعثر أو انقطاع أعمال هذه اللجنة، والعمل على تجنب العبث باستقرار العراق لتحقيق أهداف خاصة”.
وأكد البيان، أن “العراق يجدد التزامه بسلامة مستشاري التحالف الدولي في أثناء مدة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد، كما تؤكد الحكومة ترحيبها بهذا الاتفاق وتعده جزءا من وفائها بتأدية البرنامج الحكومي والتعهدات التي التزمت بها أمام الشعب”.