حسين علي الحمداني
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
يعد التعليم وجودته أداة قوية لمواجهة جميع التحديات التي تعيشها المجتمعات ومحاولة تجاوزها، لهذا نجد أنّ كل الدول المتطورة كان سبب نهضتها وتطورها هو اهتمامها بالتعليم، وهذا ما جعل العالم يخصص يوم 24 كانون الثاني من كل عام يوم التعليم من أجل السلام خاصة وأن التعليم حق من حقوق الإنسان، لذلك الكثير من الدول وفرت للتعليم مقومات نجاحه واعتبرت المعلم قائدا في ساحة معركة خصمه فيها الجهل والتطرّف والفساد والمرض والفقر، لهذا وفرت له الأسلحة القادرة على تحقيق النصر له وللأجيال المقبلة عبر الدعم المستمر لهذا القطاع، ووجدنا أنّ موازنة التعليم وما يتبعه من مراكز دراسات وبحوث في الكثير من الدول تساوي أو أكثر من ميزانية وزارة الدفاع نظراً لأهمية تطوير التعليم في كافة مراحله في بناء المجتمع الصحيح والسليم.
لأنَّ هذه الدول تدرك جيداً أنَّ التعليم هو الطريق الصحيح للخروج من أنفاق الجهل والفقر والمرض ويخلق هوية مجتمع جديدة خاصة إذا ما أدركنا أنّ الكثير من الدول ومنها جنوب شرق آسيا مثلا على ذلك حققت قفزات كبيرة في عملية التطور العلمي والاقتصادي بفضل الاهتمام بالتعليم حتى باتت تتصدر سلّم التعليم في العالم إلى جانب تصدرها مؤشرات الاقتصاد الأفضل والرفاهية، ومن ثمّ وظفت التعليم لازدهارها عبر توفير فرص العمل والقضاء على الفقر. وهذه الدول ومنها سنغافورة مثلا غادرت حقبة مؤلمة من تاريخها وبدأت مرحلة جديدة تصدرت فيها مؤشرات التقدم في المجالات كافة.
لهذا نجد أنّ الاهتمام بالتعليم مفتاح مهم لأبواب التنمية والرفاهية وصناعة السلام الذي ينشده العالم دائماً، ومن هنا علينا أن نضع من أولوياتنا الحالية رفع مستوى التعليم والبنى التحتيّة له في بلدنا الذي يعاني من تراجع كبير في مستوى جودة التعليم بسبب تراكم عدم الاهتمام في العقود الماضية، والذي برز بشكل واضح في العقدين الأخيرين من نقص حاد في بنايات المدارس، بدأت الحكومة العراقية بمعالجته عبر حملات بناء المدارس، بدأت ثمارها تقطف في الأشهر الأخيرة، والجانب الآخر يتمثل بتطوير المعلم ليواكب العالم وعملية التطوير هذه يجب أن لا تقتصر على الدورات السريعة بل تتعدى ذلك عبر توفير أدوات نجاح مهمته الصعبة جداً وهو يقود معركة تطوير الإنسان العراقي وجعله عنصراً فعّالاً في المجتمع.